اجتمعت الأمانة الوطنية لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية في دورتها الشهرية العادية يوم الجمعة، 21 فبراير 2025، بالمقر الوطني للحزب في الأبيار، الجزائر. وقد تناولت الأشغال عدة نقاط تتعلق بالشأن السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، إضافة إلى آفاق التنظيم والتعبئة تحضيرًا للاستحقاقات المقبلة
استهلت الهيئة التنفيذية الوطنية الاجتماع بتقييم معمق للوضع التنظيمي للحزب. وأعربت عن ارتياحها للتقدم المحقق، وهو ما يعكسه التقرير الذي قدمه الأمين الوطني المكلف بالتنظيم، بعد اجتماعه الأخير مع الهياكل الجهوية للحزب. إن الديناميكية التي تشهدها للانخراطات والتعبئة على المستوى المحلي تعكس حيوية الحزب، رغم السياق المتسم بتزايد القيود المفروضة على حريات التنظيم والتعبير والرأي. هذه القيود، التي تميز الأنظمة الاستبدادية، ازدادت حدة مع مشاريع القوانين الخاصة بالأحزاب السياسية، الجمعيات والمجالس المحلية، والتي تعكس نية واضحة للتراجع الديمقراطي والمساس بالمكتسبات الأساسية في مجال التعددية السياسية ومشاركة المواطنة
في هذا السياق المقلق، ستشكل الذكرى السادسة والثلاثون لتأسيس حزب التجمع من أجل الثقاقةوالديمقراطية، والتي تُقام تحت شعار المقاومة الديمقراطية والتعبئة الشعبية، مناسبة لإطلاق سلسلة من المبادرات الرامية إلى تعزيز حضور الحزب وتكثيف العمل النضالي على الميدان
وفيما يتعلق بالوضع الاجتماعي والاقتصادي، يحذر الحزب من تصاعد الانتهاكات ضد الحقوق الاجتماعية والنقابية، خاصة فيما يتعلق بالقمع الموجه ضد الحركات الاجتماعية، الأساتذة وطلاب الطب. إن صبر العمال والطلبة لا يمكن أن يُجابَه فقط بوعود وتصريحات جوفاء لا تُترجم إلى إجراءات فعلية
لا تزال الأزمة متعددة الأبعاد التي تمر بها البلاد تثقل كاهل الفئات الشعبية، حيث يؤدي تآكل القدرة الشرائية، البطالة المستشرية، « الحرقة » (الهجرة غير الشرعية)، التضخم المتسارع وسوء الإدارة الاقتصادية إلى تفاقم هشاشة العائلات والشباب على وجه الخصوص. وبينما ترزح الطبقات الشعبية تحت وطأة سياسات تقشف غير مبررة، تستمر حالة الغموض والفساد في أعلى هرم الدولة
أمام هذا الوضع، يجدد حزب الأرسيدي تمسكه بنموذج اقتصادي قائم على التنظيم، الشفافية، تحرير المبادرات، والعدالة الاجتماعية. لن يكون الخروج من الأزمة ممكنًا دون تغيير جذري في طريقة تسيير الشأن العام، بعيدًا عن الزبائنية ونهب الموارد الوطنية
على الصعيد الدولي والجيوسياسي، يتابع الحزب بقلق التطورات الراهنة، خصوصًا فيما يتعلق بالدبلوماسية الجزائرية في ظل تصاعد التوترات في منطقة الساحل ومع الشركاء الدوليين. إن غياب دبلوماسية استباقية وذات مصداقية منذ فترة طويلة قد أضعف صوت البلاد على الساحة الدولية بشكل كبير
تتطلب التحولات الإقليمية مقاربة منسجمة ومتشاورًا حولها، قائمة على السلام، التعاون، وحماية المصالح الوطنية. يجب على الجزائر أن تعمل بسرعة على تكييف سياستها الخارجية مع التحديات الراهنة
وفي سياق آخر، يدين حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بشدة تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن « الترحيل القسري » للفلسطينيين من غزة، معتبراً إياها غير مقبولة
أما فيما يتعلق بالحوار الوطني، فإن الحزب يؤكد أن أي مبادرة سياسية جادة يجب أن تكون شفافة وموجهة نحو تغيير ديمقراطي شامل. لقد ظل حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية دائمًا يطالب بمقاربة شاملة وحقيقية، تشرك كل القوى الحية في البلاد، من أجل إيجاد حلول مستدامة للأزمة العميقة التي تعيشها البلاد. ومع ذلك، يبدو أن الاجتماعات الثنائية بين رؤساء الأحزاب ورئيس الدولة قد تحولت إلى استعراضات شكلية لتزكية السياسات الحالية وتقديم وعود لكل طرف
وأخيرًا، وفي مواجهة التحديات المطروحة، يدعو حزب الأرسيدي جميع المواطنين إلى التعبئة السلمية والانخراط الفعلي من أجل بناء جزائر حرة، ديمقراطية ومزدهرة
وفي هذه الأوقات التي تتزامن مع إحياء ذكرى حراك 22 فبراير، يؤكد الحزب التزامه التام بكل المبادرات التي تهدف إلى إرساء دولة القانون الحقيقية، باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من الأزمة وضمان مستقبل كريم لجميع الجزائريين
الجزائر، 22 فبراير 2025
الأمانة الوطنية للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية