لا تزال الجزائر تواجه محاولات طمس هويتها وتشويه تاريخها
إتخاذ قرار نزع النصب التذكاري للملك الأمازيغي آكسل (كسيلة) في خنشلة يوم تدشينه و بأمر مباشر من السلطات العمومية التي كانت قد وافقت مسبقا على إنجازه هو فعل صادم يثير الحيرة والاستياء لدى المواطن وكل متابع للشأن العام
إن الهوية الأمازيغية، التي تجمع بين اللغة والتاريخ والثقافة، معترف بها ومكرسة في الدستور الجزائري، ومن المفروض أن يكون النهوض بها والدفاع عنها من أهم التزامات الدولة، و رغم أن السلطة القائمة اختارت دعم نسخة محافظة من اللغة العربية ورؤية متشددة ومتخلفة للإسلام كأداة لإدامة هيمنتها
هذا الاعتداء على هوية شعبنا الممتدة عبر آلاف السنين، ليس سوى استمرارا للعراقيل الممنهجة التي توضع أمام تطوير اللغة الأمازيغية، كتابتها ونشر ثقافتها عبر كامل التراب الوطني، من حدودنا الشرقية بتبسة إلى غرب البلاد بتلمسان، ومن تمنراست جنوبا إلى العاصمة الجزائرية شمالا.
إن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية يدين بشدة هذا التصرف المخزي من قبل السلطات، ويعبر عن قلقه البالغ إزاء هذا الإنكار الواضح والاعتداء السافر على التراث الوطني. إن هذه الممارسات تعكس سياسات مؤسساتية ممنهجة تهدف إلى ضرب الهوية الوطنية، و هذا ما يشكل خطرا على وحدة الأمة
إن هذه التصرفات التي تستهدف تشويه تاريخنا ورموزه لا يمكن فصلها عن محاولات فرض روايات بديلة تتماشى مع أيديولوجية عروبية إسلاموية تسعى لمحو التنوع الثقافي والتاريخي للجزائر
وعليه، فإن التجمع يرفض السكوت عن مثل هذه الانتهاكات التي تمس رموز تاريخنا وتهدد كيان شعبنا، ويدعو السلطات العمومية إلى التراجع فورا عن هذا القرار التعسفي. كما يدعو المواطنين إلى التحلي بأقصى درجات اليقظة للحفاظ على هويتهم وموروثهم الحضاري
الجزائر، 4 ديسمبر 2024
التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية